خطوط حمراء

مصر وأمريكا.. حوار استراتيجى ناجح 

محمود بسيونى
محمود بسيونى

قدم الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة نموذجاً لحسن إدارة العلاقات بين دولتين كبيرتين مؤثرتين فى محيطهما وفى السياسة الدولية بشكل عام، وتمكنت لغة التفاهم والمصالح المشتركة وعمق العلاقات الممتدة لما يقارب المائة العام من القفز على الخلافات ومحاولات تعكير صفو مسار تطور العلاقات وإبعاد التحالف بين البلدين عن التجاذبات الناشئة عن الخلافات فى وجهات النظر بملفات محددة.


تقدم مصر نموذجا ناجحاً ومرناً للسياسة الخارجية القوية والرشيدة القائمة على التفهم والقراءة العميقة لتأثر قرارات الأطراف الاخرى بالضغوط السياسية الداخلية، تحافظ على التفاهم رغم الخلاف، ولا ترهن تحالفاتها الاستراتيجية للتجاذبات مع تغير الإدارات الأمريكية، فى إدراك عميق لدورها المهم فى الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط بالتعاون مع الولايات المتحدة.


لا تتنازل مصر عن ثوابتها فى الحفاظ على امنها المائى او مساندة الاشقاء دون التدخل فى شئونهم الداخلية، والمحافظة على مؤسساتهم الوطنية والواسطة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لتعزيز السلام وإعادة اعمار غزة وإخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا ومساندة الأشقاء فى السودان والتوجه نحو الاقتصاد الأخضر والاهتمام بقضايا المناخ ودعم استضافة مصر لقمة المناخ فى شرم الشيخ وكلها ملفات تتفق فيها مصر مع الولايات المتحدة فيما يتواصل الحوار حول حقوق الانسان فى ظل التقدير الامريكى للإصلاحات الجارية وعلى رأسها الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.


نجاح الحوار الاستراتيجى يؤكد ان سياسة مصر الخارجية الشريفة والديناميكية قادرة على ردع محاولات دق الأسافين بينها وبين الولايات المتحدة.